:: المرأة ودورها في التربية الوطنية ::

:: المرأة ودورها في التربية الوطنية ::


نقصد بالتربية الوطنية ترسيخ الفكر القومي التحرري في وعي الأجيال الصاعدة وخلق جيل عصري يعي الظروف المحيطة به ويمكنه من ممارسة التفكير العلمي المستقل بعيداً عن الحشو والتلقين الآلي ويستطيع أن يمارس حياته بإدراك ووعي ممارسة واقعية بعيداً عن العاطفة المفرطة .
ويأتي دور المرأة هنا بارزاً باعتبارها الأم والأخت والزوجة فهي تشكل نصف المجتمع عددياً ومربية النصف الآخر وهي التي تعلم طفلها حروف لغته الأولى وتغرس الاعتزاز بهذه اللغة في ذاته فالأم عندما تغني لأولادها الأغاني القومية التي تتغنى بالوطن وجماله وبما يحتويه من آثار من جبال ووديان وشلالات وأنهار ، إنما تغرس في نفوسهم الإيثار وحب الوطن مما يجعلهم متأهبين باستمرار للدفاع عنه والتضحية في سبيله .
وعندما تعلم أطفالها ضرورة العناية بأزهار الحديقة وأشجارها تكون قد خلقت نوعاً من الألفة والوئام بين الطفل والبيئة التي يعيش فيها فتجعله يحب تلك الطبيعة التي تمثل الوطن حيث يكون الطفل عندها مستعداً للتضحية في سبيل التراب والماء والشجر والعصافير والأزهار ...إلخ لأن حب الوطن ينطلق من حب شجرة رعاها وتفيأ في ظلالها وشلال ماء عذب روى ظمأه وسنبلة قمح أدرك أنها الأم الحقيقية لرغيف الخبز الذي يتناوله .
والمرأة إذ تسرد لأطفالها حكايات وقصص الأبطال وسير الزعماء والقادة الخالدين وكيف أصبح هؤلاء الأبطال رموزاً للشعب ، خالدين في ذاكرة الأمة ، إنما تجعل الطفل يقلِّد هؤلاء القادة ويتمثل شخصيتهم التي يرى فيها مثلاً وقدوة حسنة وهي بذلك تغرس في ذات الطفل روح الفداء والاعتزاز بقوميته .
وعندما تعلم الأم أطفالها اللعب الجماعي والمنظم داخل البيت ومع أطفال الحي إنما تبعد عنهم الأنانية والحقد والبغضاء وتزرع في نفوسهم حب الآخرين والتعاون معهم وعندما تحلل ظواهر الحياة بشكل علمي انطلاقاً من المسلمات القريبة من مدارك الطفل لتكون لديه القناعة الأصلية تتمكن من أن تبعد عن أطفالها الكثير من الأمراض الاجتماعية وتحصنهم ضد الخرافات والأوهام الضالة ، وإذا كان هذا هو دور المرأة فإنه وأمام شعب مهدد بالإذابة والانصهار محارَب في أرضه ولغته وثقافته وتاريخه كالشعب الكردي يتعاظم دور المرأة ، لذلك كانت ضرورة الاهتمام بالمرأة الكردية ، وتثقيفها بالثقافة القومية والوطنية والاجتماعية المناسبة من أجل أن تعي دورها في الحياة ، وأن تتهيأ لمهمتها التربوية داخل المنزل وخارجه ، فهي تستطيع أن تنجز الكثير عن طريق التربية القومية للجيل ، وهي بهذا الإنجاز تعد مدرسة رائدة إذا أعددناها الإعداد المناسب .